摘要:تهدف هذه الدراسة للوقوف على الدلالة التوظيفية لمادة (وقر) بوصفها إحدى المفردات القرآنية؛ حيث وردت هذه المادة عشر مرّات في الكتاب الحكيم في سياقات متباينة؛ تارةً مع الكُفّار، وتارةً مع الله U، وتارةً أُخرى مع نساء النبي r. وكان هذا التنوُّع في السياقات لافتاً لدراسة المادة، وتحديد دلالتها في كل سياق، مع ربطها بمعناها اللغوي الذي لا تخرج عنه مهما تلوَّنت السياقات. ارتبطت مفردة "وَقَرَ" بالسلوك الإنساني على مستويين اثنين؛ الأول: السلوك الـمُنحرِف الـمُتمثِّل في التعطيل الإرادي الفكري المعرفي تجاه القرآن الكريم، وذلك عن طريق الارتباط بإحدى أدوات الإدراك المعرفي، وأوَّلها عند الإنسان، وكيفية تفعيلها، وهي الأُذن. والثاني: السلوك الفطري السليم الـمُتعلِّق بأسس بناء المجتمعات، وذلك بالحديث عن مُقوِّمات البناء الآتية: تعظيم الخالق، والتشريعات التي تحفظ للمجتمعات توازنها وتحفظها من الفتنة، والحث على العمل والأخذ بالأسباب التي تُحقِّق فاعلية لهذا العمل. وقد انتهت الدراسة إلى أنَّ الاستعمال القرآني لهذه المفردة مُتعلِّق بسلوكات عند الإنسان تُمثِّل منهجاً له في تعاملاته المختلفة؛ فالسلوك الـمُنحرِف يُمثِّل منهج الكُفّار في صدِّهم عن القرآن الكريم، وهو المنهج الذي باتوا مجبولين عليه كأنَّه طبيعة فيهم، والسلوك الفطري يكشف عن كيفية تحقيق منهج الاستخلاف على الأرض.