摘要:عندما نتأمل المشهد النقدي المعاصر، ونلحظ هيمنة التوجه الغربي على ثقافتنا، ندرك إلى أي حد نحن مقودون في تفكيرنا، وكأن النقد أصبح ثقافة معولمة. ولعل من أهم التخصصات التي تطبع هذه الثقافة، هي مجالات البحث السيميائي التي تعبر اليوم كل التخصصات العلمية، وتوسع عناصر إنتاجها؛ فتقام لها مراكز بحوث توجه الأفكار والقيم، وتصاغ لها المناهج والنظريات لتوسع من دائرة احتكاراتها. إن هذا الطابع المعولم للسيميائيات الذي نقف أمامه اليوم كما نقف عند إفرازات السياسة والاقتصاد، هو نسق معمم يشبه النسق الرأسمالي المهيكل عالميا، فهل نؤكد حضورنا في الكون فقط باعتبارنا بقايا ثقافة أو حضارة داخل هذا النمط، وهذه الصورة المهيكلة لنمط إنتاج المعرفة؟ لقد أصبحنا نستنسخ صورا من جهابذة السيمياء في الغرب، وكأن السيميائيات اليوم تقدم لنا بإفرازاتها المتشعبة، صورا تعجيزية للطاقات وإمكانات الباحثين، فاقتصرنا في ظل العوز المعرفي على الاستنساخ بما يلائم مصلحتنا التي تلبي، فقط، حاجيات الطاقات المعطلة.